إليك لغة الضاد
طفقتُ أبحثُ عن أصالة حروفكِ لغتي في ركام الأحداث، غدوتُ مستغرباً ذلك الوهن، الذي بدأ يشقُّ طريقه إلى ملكات خيوطك العامرة ببريق المعاني وشدو الجرس، أهو الزمن؟ أم أنك قد هنتِ في أعين أهلك ممّن استقطبهم لسان أعجميّ دخيل؟؟
الحقيقة أنّني لا أبرّئ نفسي من قصور يجدر بي تحاشيه، وزلل وجب تفاديه، فأنظر فيما يقع تحت بصري من نصوص، لتتراءى المفاضلة واضحة بين قديم ألفناه، صيغ بأسلوب جافيناه، ففقد كلامنا اليوم صدق معناه، وقواعد مبناه، وجديد قد تحلّل من ضوابط الكلم لينحو منحى آخر غير ذي صلة بتراثنا، متّخذاً من اللسان الأعجميّ مرجعاً لصياغته،،
وكأنّنا في معترك حضارة التّكنولوجيا الحديثة، قد اسقطنا ضوابط لغتنا ممّا يقيّم ما اعوجّ من سقطات لساننا، أو هفوات أقلامنا، فأبحنا لأنفسنا أن تلهث وراء المعاني الجوفاء، التي لا تحمل من أصالة العربية إلاّ شكل الحرف،،،
فاللغة العربيّة وعاء القرآن الكريم، وقد تكفّل الباري عزّ وجلّ بحفظ هذه المعجزة الخالدة، التي اختار سبحانه محمداً صلّى الله عليه وسلّم حاملاً لها ، ومبلّغاً، فجاءت نقيّة من أي عيب، منزّهة عن أيّ ريب،،،
ولكنّنا تجاوزنا ذلك إلى ما هو أبعد بسبب تهاوننا في جوانب ذات أهميّة، كالإملاء على سبيل المثال،،،
وهنا آمل من إخوتي وأخواتي في هذا المنتدى أن يأخذوا كلامي على محمل الغيرة على لساننا العربي ليس إلاّ،، فكثيراً ما ترد نصوص يعتريها بعض الإسقاط لبعض الحروف، كالتّشديد مثلا، الذي هو ليس بحركة، وإنما هو حرف مستقلّ بذاته، فالفرق واضح بين كلمتي( سعّر، وسعر) إذ الأولى فعل، والثانية اسم، إضافة إلى التّاء، فقد وردت كلمات منتهية بالتّاء المربوطة، وحقّها أن تكون مفتوحة، وغيرها الكثير ممّا يصعب تعداده في هذه العجالة،،
كلّي أمل، ولست الأحرص من غيري على كنزنا اللغويّ، أن نولي الإملاء والنحو، واللغة من الاهتمام، ما نولي المعنى، فإذا كان المعنى هو اللحم، فلا شكّ أنّ ضوابطهاهي العظم،،