كم تشقين يا نفسُ مذ تلجين العالم الأسفلَ
بالألم تولدين وإليه تنقاد أشواقك العظمى
تستعبرينْ
تستدمعينْ
من أشجار البأسِ تقتاتين الشّجن ثمارا
ومن جوف الشّقاء تغرفين الفرح هنيهة.
تطوفين في برّيّة الكون البريحِ مترنّحة
وخطوط الأمل ترسمين على رمال متحرّكة
تجاهدينْ
تكدّينْ
ولا تجدين جَهاماً يندّي شفير الظّمأِ
لا ولا اكتفاءً يشبع طرف السُّعرِ
أَكُتب عليك العسر والضّيق جسرا
أرُسمت لكِ الشّدّة درب جلجلة
تتأوّهينْ
تتوجّعينْ
تلقمين التّراب حفنةً حفنة
ليزهر في دار الخلود آكالا
يا تفس عالمك غاصّ بالأسرارْ
فانغمسي في براح الشّقاءْ
تأمّلي
تبصّري
وافتحي اللّبَّ على الحقيقة الأزليّة
فلا سعادة تُرجى في عالم يتلاشى