تاهت منّي كلماتي
وضاق الفكر في نسج المعاني
استسلمت أوراقي البيضاءُ
لعزلة يراعي...
وتحيّر منّيَ العقلُ
فلا جدوى من ابتكار الكلماتِ.
ومن أين لمريضة حبٍّ
أن تأتي ببليغ الكلامِ
وتنثره قصائدَ
تغوي العقلَ
وتداعب الأفئدةِ...
يا شقيق الرّوحِ
دلّني
على لغة جديدةٍ
أكتب بحروفها حبّي
واهدني
إلى ينبوعٍ عذبٍ
أستقي منه إلهامي
يا صديق الرّوحِ
تفشّى حبّك في الكيانِ
وبات العقل يعجزُ
عن ارتشافِ فيض النّورِ
انصهر بك القلبُ
وتحوّل محبسة للنّسكِ
أسكنها صامتةً
فالحضور أقوى من التّضرّعاتِ
ورؤياك تلجم الجسدَ
وتنسي الحواسَ
شتّى أنواع الطّقوسِ...
يا حبيب الرّوحِ
اترتقي الكلماتُ
إلى سرّ حبّك الوهّاجِ
أتسمو القصائدُ
إلى نبع حنانك المعطاءِ...
فوحيك يا الحبيبُ
لا يخطّ في كتبٍ
قد يبدّل معالمها شقاء الزّمانِ
وإنّما ترفع لكَ
قصيدة صمتٍ
تقدمة صباح ومساءِ
سفر حبٍ مقدّسٍ
تتلى فصولهُ
على قلوب العشّاقِ
فيتديّنون بدين الحبّ
يبشّرون به حتّى أقاصي الأرضِ
أعذر قصر بشريّتي
واغفر حدود إبداعي
لم يبقَ لي سوى الصّمتِ
أنشده قصيدة هيامٍ
تخلو منها الكلماتُ
وتنتفي منها المعاني...