المغامرة الكبرى
(مقال غير منقول قد ينفع اصحاب الاديان الاخرى ولا مانع من قراءةالمسلمين له لمن يحبون ان يدركوا الدين بالطريقة المنطقية فإن اعجبك الاسلوب انشرهإن اردت فقد تنفع به انسان ويكون لك الاجر)
الكثير من البشرفى هذه الدنيا لا يؤمنون بوجود آلهة لهذا الكون
وهناك غيرهم الكثير لهم معتقداتاخرى نشأت فى الماضى وبدأت تقل مع الزمن
فمنها مازال موجود ومنها قل ما تجدهومنها ما ليس له وجود الان
مثل من كانوا يشركون الاصنام فىالعبادة مع الله
او من كانوا يعبدون البشر او قوىالطبيعة او الحيوانات
وهناك الغالبية وهم من يعتنقون الاديان السماوية كالمسيحية مثلابالرغم من انهم اهل الكتاب
إلا ان عقديتهم تختلف عن المسلمين واليهود وحتى بداخلهم هناكاختلافاتجوهرية تصل لحد التكفير
******
فلو نظرنا فى الحسبان الذى هو مرتبطبالدنيا التى هى دار اختبار ومازال الناس فى خلاف علىهذا الامرلأن اليقين العينى بيوم الحساب لم يتحقق بعد فيجب النظر الى كلالعقول
ولو بدأنا من الذين يحسبون انه لايوجد إله سنقول فماذا لو كان هناك حقا إله ويوجد عذاب وثواب ؟
بالطبع سيكونوا من الخاسرينالمعذبين لأن الإله الذى لم يؤمنوا به سيعذبهم وسيخسرون ماكان سيعطيهم من نعيم لو كانو آمنوابه وعبدوه
وإن لم يكن هناك رب وكان كلامهمصحيح فهذا لن يؤثر فيهم لأنهم اعتقدوا عدم وجوده فماذاسيأخذون من العدم او ماذا سيصيب اللذين امنوا بوجوده طلما انه شيئليس موجود فى الاصل
******
ولو جئنا للنوع الثانى وهو عبادةالاصنام وكيف ان من الناس من كان يشرك عبادة الاصنام معالله فلن يستحق التعمق فى فكره لأنه شيئ اشبه بالكوميديا
فكيف يكون المعبود شيئا ادنى منالعابد؟
كيف يكون العابد شيئا به روح وعقلويستطيع ان يصنع معبود بمنتهى البساطة؟
فهذه سخافة اصطنعها الناس بقلوبهمالمريضة كى ينتفعوا بها فى الدنيا حيث انه ما اسهل من ان اصنع إلهاً ثم اضع طريقةعبادتى له وما
انفع من جعل هذه العبادة تخدماهوائى حتى وصل الامر لبيع الآلهة فى السوق مثله مثل اى سلعة
ونفس الامر فيمن عبدوا قوى الطبيعةاو الحيوانات او الانسان
فحتى إن كانت الحيوانات كائنات حيةومنها القوى فهى ادنى من الانسان لأنها بلا عقل واى حيوان له نقاط ضعف
وكل ما فى هذه المملكة يقهره الموت
والانسان رغم عقله وإن تفوق بقوتهعلى الكثير له نقاط ضعف ويقهره الموت ايضا ومن عبدوا الاشخاص عبدوهم خوفا او لأنمنهجم جاء على اهوائهم
وقوى الطبيعة هى الاخرى لها نقاطضعف فلو كانت الرياح شديدة يصدها صمود الجبال
والجبال تخترقها نيران الارض فىثورات البراكين وإن انشقت الارض ستبتلعها
والنيران تطفئها الماء والماء تبخرهالشمس والشمس هناك نجوم اكبر منها وكل هذه الاشياء لها عمر وستنتهى
ولذلك كل من فكر في هذه الاشياءالصامتة العاجزة فكر فيها لأنه يريد ان يعبدها كما يشاء
وكل مخترعات الاديان هذه كانتلمصالح دنيوية سياسية و اقتصادية
******
ولو نظرنا للنوع الثالث وهم منيقولون ان الله اتخذ ولداً وهو عيسى ابن مريم او اليهود لما قالوا عزير ابن الله
و تخيلنا ان هذا الكلام صحيح وانعيسى او غيره ابنا لله او منبثق منه وهو مثله تماما فى الالوهية وهم يعبدونهُ
وان المسلمين يعبدون الله نفسه فهلمن العقل يوم الحساب ان يأتى الابن ليحاسب العبيد على عبادة والده؟
وفى الاصل هم يقولون انهما واحد فىدرجة الالوهية وفى الكمال ولا يمكن اعتبارهما منفصلين
بالطبع لا فحتى لو هم صائبون كيف يقوم الابن بتعذيب الناس لأنهم قدعبدوا الاب الذىهو حسب اعتقادهم لا يمكن اعتبارهكائن منفصل عن الابن وهذا يعنى ان الاثنين واحد
وطلما الاثنان واحد فمن يعبد احدهم سيكون بالتأكيد عبد الاخر
فبأى ذنب سيحاسبهم اذا ؟
ومن المعروف للكل ان المغزى الحقيقىوالمنطقى من عدم التصديق بهذا
هو تعظيم للخالق الرب الذى لا يُعبدمعه آلهةٌ اخرى ولا ينبغى له اتخاذ ولد لأنه ليس بحاجة لذلك
ولكن لو كانوا هم مخطئون وان اللهلم يتخذ ولدا فسيخسرون النعيم ويُعذبون فى الجحيم لأنهم بذلك سوف يكونوا قد عبدوابشرا
وتركوا الإله الحقيقى وسيحق عليهمالعذاب كما ذكره الله فى كتابه
******
اما لو تكلمنا عن نوع اخر من متبعينالكتب السماوية والذينلا يقولون ان الله قد اتخذ ولدا ولكنهم لا يؤمنون بكتاب المسلمين وهوالقرآن
وتخيلنا انهم حقا صادقين وان القرآنليس منزلا من الله فيجب ان ننظر اولا ما هو القرآن
القرآن هو كتاب يأمرنا بالايمانبالتوراة والانجيل وكل الرُسل والانبياء ومنهم بالطبع موسى وعيسى
معنى هذا ان المسلمين لا يكفرونبهذان الكتابان لأنهما ايضا منزلان من عند الله ولا بهذان النبيان لأنهما رسولانمن الله
ثانيا تعاليم القرآن كلها حمد للهوالثناء عليه وتسبيحهوالاعتراف به كرب السماء والارض الواحد الاحد الذى ليس كمثله شيئولم يكن له شريكا فى الملك
والايمان بأنه من يملك الثوابوالعقاب وله مقاليد كل شيئ
وإن صلينا فالصلاة له وحده والصوم ايضا عملاجهاديا خالصا لله
وإن اردت خيرا فى الدنيا او الاخرةفالدعاء يكون اليه
والحج لبيته ان استطاع الانسان وهوايضا ركن من اركان الاسلام كله تكبير وذكر وشعائر كلها خالصة لله وبيت الله هو ليسبيت انشئ فى عصر دعوة محمد فهو بيت رفعه ابراهيم عليه السلام وابنه اسماعيلواليهود والمسيحين يؤمنون بإبراهيم
وعن الاشياء المرتبطة بالدنياوشهواتها
نظمها بحيث ابعدنا عن الخطأ منهاوالذى يكون فيه ظلم او ضرر
فتنظيم الزواج للحفاظ على الانسابوعدم ضياع مبادئ الانسانية كى لا نصير مثل الحيواناتوتنتشر الرذيلة بين الناس
واعطاء الزكاة والتصدق لقتل الفقرواقامة العدل ومنع الحقد بين الناس
وكل الامور المرتبطة بالمال نظمهابحيث يقام العدل بين الناس
وتجريم القتل إلا بالحق ايضا منمبادئ الانسانية كى لا نكون مثل الحيوان يقتل دون حرمة
و الابتعاد عن اكل وشرب اى شيئيضرنا كالخمر ولحم الخنزير
او اى شيئ اخر فيه ضرر يمكن اننفعله حتى ولو لعبة
مثل لعب القمار الذى يخلق العداوةوالبغضاء والوقيعة بين الناس
وحتى انه لم يترك الامور البسيطة
فقد علمنا الاداب العامة للحياةكالإستإذان وإلقاء التحية و الى اخره من تعاليم وشعائر القرآن
فحتى ان كان القرآن ليس من الله وانمحمد من ألفه كل من اتبعه يفعل هذه الافعال لله
ولفظ الله هم يعترفون به رغم كونهميقولون مثلا انه المسيح او غيره إلا ان اللفظ الدال على هذا الإله واحد
فهل يعقل ان يأتى يوم القيامة ويعذبالله من فعل كل هذه الاشياء خالصة لوجهه
وهى كما ذكرنا لا تضم اى شر ولكنكلها خير وعدل وحق وهى كما نعرف مختلفة عما اعتاد البشر ان يأتوا به
فطبيعة البشر تجعل من يفترونويختلقون الاكاذيب ان يأتون بأشياء تخدم اهوائهم ويلعبون على اهواء الناس
ولكن القرآن جاء مكلفا بأمور شاقةعلى النفس والبدن معا وضد كل الاهواء
فبعد الحياة العبثية جاء بضوابطوتعاليم كره الكثير الالتزام بها رغم انها تضبط الحياة الانسانية فهل يستحقونالعذاب وقتها
ولكن ان كانوا هم مخطئون فسيكونوابذلك قد كفروا بكتاب من عند اللهنزل بعد التوراة والانجيل وسيحق عليهم العذاب نظير كفرهم به ما داممنزل الثلاث كتبهو نفس الإله
**************************
فهو الاسلام ولا غيره ,, الدين الذىيؤمنك العذاب ويجعلك تنال النعيم
لأننا نعبد الله وحده الذى رأينادلائل وجوده وادركنا وحدنايته بعقلنا وقلوبنا
فهذا الكون بعظمته وتدبيره لا يصحان يقال انه خلق من غير شيئ او ليس له مدبر
ولا يصح ان نشركمع الله صنما نحن نصنعه بأيدينا او نعبد قوى ضعيفة هالكة او نعبد انسان مثلنا
ولا يصح ان اتبع منهجا من خالقيوخالق الكون ثم اعترض عليه إن انزل منهجا اخر واجعل الدين كالفيلم او المسلسل احبهواكرهه تبعا لأهوائى واختار منه ما يتماشى مع رغباتى ونزواتى الدنيوية
ولا يصح القول ان الله اتخذ ولدافنحن ننجب كى نبقى ولا ننقرض وجميع المخلوقات لها عمر وتموت
اما الله وهو خالق الموت لماذا يتخذولدا؟
وهل يجوز ان يتمثل الإله بجلالتهوعظمته على هيئة بشر؟
ولماذا يتجسد على هيئة بشر او يبعثولدا منه للناس اليس لديه جنود من الملائكة؟
اليس لديه بشر يبلغهم برسالتهويعطيهم دلائل على وجوده ؟
وان كان هناكولدا لما نعبده دون الاب ؟ واين هو الاب حينما نعبد الابن ؟
وإن كانت العبادة له ولأبنه معا ومعهما الروحالقدس
هل كل منهم له عبادة خاصة به ؟
وهل إن رضى احد عنى سيرضى الاخريين وإن غضب سيغضبالاخريين؟
وهل عندما ادعو ادعو كل منهم بشكل منفصل ام ادعوهمجملة واحدة؟
وإن دعوتهم جملة باعتبارهم واحد هل هناك من منهمسيقبل دعوتى ومن سيرفض؟
وكيف نقول على شيئان او ثلاثة انهماواحد ونحن جميعا نعلم ان كل كائن مستقل يعامل بطبيعته المستقلة؟
فهناك امور لن نصل لأدركاها اوللشعور بها لمحدودية عقلنا وهى مثل الخلود ومدى اتساع الكونوشكل الله واشياء من هذا القبيل
فلما ننهك العقل بأشياء واضحة ولها امثلةفى واقعنا ويدركها عقلنا مثل وحدانية واستقلالية الكائن
فكل كائن شيئ منفرد..اذا لما نقول انه منقسم لثلاثةوكلهم واحد ؟
وإن كانوا واحد هل عندما يتكلماحدهم يتكلم الاثنين الاخرين وحين يأمر احدهم يأمر الاثنين الاخريين؟
وإن فعلوا هذا فكلهم كائن واحد ومتصورفى عدة صور
فهل يجوز ان نقول هذا على الله ؟
وان كان حقا هو اب و لديه ولد ولديهام قد يذهب الفكر لقول ان له اب هو الاخر ونسل وسلالة
او ان الابن قد يتخذ ابنا هو الاخر
ونصل بهذا الى اعتقادات لا تنتهى منتغير الآله
ويأتى العقل ويقول مادام كل منهمخلقه اخر فأين البداية ؟
اين البداية التى لم يخلقها احد اينالإله الاول الذى بدأ الخلق ؟
واهم ما فى الامر هو
إن كان الإله نزل بنفسه الى الناس أياً كانت طبيعته فهذه تعتبراكبر معجزة حدثت
فماذا بعد نزول الإله الى الارض وجعل الناس يرونه بأعينهم ؟
ولكن لو كان هذا صحيح لما نزل لقومفى زمن دون باقى الناس ؟
ومن المعروف ان الناس لم تكن تؤمنبالله من دون آية ولو كانت معجزة النزول حدثت وانتهت
كان لابد من معجزة مثلها او بقاءدليل عليها فالسبب الوحيد فى جعل محمد اخر رسول وقطع المعجزات هو ان معجزة القرآنبقت
وما استطاع احد هزمها وليس كباقىالكتب تحرف وصار منه مؤلفات متباينة
اذا فكيف نصدق كلام كتاب صار منه نسخا مختلفةوطوائف كل طائفة تُكفر الطائفة الاخرى ؟
فهناك طائفة تقول ان طبيعة الإله الإلاهية وهىاللاهوت اجتمعت مع الناسوت وهى الطبيعة البشرية وصارت طبيعة واحدة
وطائفة اخرى تنكر هذا وتقول ان كل منهما له مشيئةمختلفة وطبيعة مختلفة عن الاخر
وطائفة تقول ان المهم هو الايمان بالمسيح ولا تهتمبالعمل الذى يعمله الانسان بالحياة
وطائفة اخرى تهتم بالعمل مع الايمان
وطائفة تقول ان الروح القدس منبثق من الابن والاب معا
وطائفة تقول انه منبثق من الابن فقط
ومن هذا المنطلق
ألا ترون ان التصديق بهذا الدين مستحيل لقلب لميرى هذا المشهد بنفسه وهو وجود الإله بين الناس؟
فالمنهج الذى يحوى اختلافات جوهرية بهذا الشكلسيكون بالطبع فاقد المصداقية
مادام لا يوجد دليل حقيقى على صدق احد الاراء دونالاخر
فمثلا الاسلام فيه مذاهب واتجاهات ولكن الاختلافاتبينهم لا تؤثر فى الجوهر فهى اختلافات على اشياء بسيطة تخص الافعال البشرية
مثل الاختلاف على زواج المرأة الراشدة بواسطةالولي فهناك من يجيز لها الزواج بدون ولي او اشياء خاصة بمبطلات الوضوء وهكذا منالامور التى لا تؤثر فى جوهر العقيدة
حتى الشيعة هم طائفة اختلافها ليس دينيا ولكنهاختلاف سياسى وموالاه لشخص دون الاخر ويستخدمه السياسيين لخدمة مصالحهم اما الدينهو نفس الدين وثوابته لم تتغير
ومن يأتى منهم بكلام خارج نطاق الدين الذى انزلهالله الكل يعرف بوضوح انه كاذب
******
وفى الجانب الاخر لا يصح ان نقول انالقرآن كتاب قام محمد بتأليفهُ بنفسهِ
فأين هو العقل الذى يقدر على تأليفهذا
الكلام بهذا الاعجاز الذى وصللأعجازات علمية اكتشفها العلم فى العصور الحديثة وهو رجل لم يكن يعرف القراءة والكتابة؟
ولما لم يقدر احد على قتله وقطعدعوته ؟
ولما لم ياتى احد ويألف مثله ويكونله قوة التأثير على الناس وقومه كانوا بارعين فى التأليف ؟
واين هو الرسول المذكور فى كتبالتوراة والانجيل لما لم ياتى حتى الان إن لم يكن هو محمد؟
ولما لم ينقذ الله البشرية منه انكان افترى عليه بعد كل هذه المدة من رسالته؟
كل هذا يدعونا حقا للتفكير وان نجهدعقلنا فالامر ليس بالسهل
********
فإن كنت اقتنعت بعد التفكير والتعمقبما سبق فأسرع الى الله وإن لم تقتنع فكما تشاء ولكن اعلم انهاستكون مغامرة وليست مغامرة يمكنتعويض الخطأ فيها فهى مغامرة بحياتك الخالدةفعليك ان تتخيل وتعرف انك ان كنت مخطأ فى ظنك ستخسر النعيم وستبقىفى الجحيمالى الابد
"اللهم اجرنا من خزى الدنيا وعذابالاخرة"