عدد المساهمات : 1302 نقاط : 2592 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 22/04/2012 العمر : 24 الموقع : https://anme.123.st
موضوع: قــــال : وأخيــــــراً عرفـــــت نفســــــي ؟؟..؟؟؟؟؟ الإثنين مايو 14, 2012 9:45 am
قـال : وأخيــراً عرفــت نفســـي ؟؟..؟؟؟؟؟ ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيســــــى محمـــــد أحمــــــد ) ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيســــــى محمـــــد أحمــــــد ) تلك دموع تحكي محنة صاحبها .. وتلك أنات لسقيم يشتكي الآلام .. وذاك يمد يد العوز لأنه يفقد الحيلة .. ويتيم يزرف دموع الحزن في جوف ليل مظلم .. ومظلوم يجاهد الظلم مع جبروت ظالم .. والجوع يبكي أطفالاً لا يملكون القوة في صمت يقوده الاستحياء .. فيبكون ويبكي كفيلهم الذي لا يملك حيلة ثم يمسك عن البكاء لاستحياء .. وهناك خلق وخلق أسكتتها عزة النفس أن تبوح بما لديها من جلل الحاجة .. يشتمون رائحة الخبز ولا يلمسون الخبز إلا قليلاً .. ويرون نعم الرزق في الأسواق ثم يمرون عليها مرور الكرام والنفس لديهم راغبة أن تنال شيئاً .. وقد لا تنالها إلا في الأحلام .. ويقال : ( أن الناس بالناس والكل برب العالمين ) .. ولكن هناك من يعتقد أن الدموع تعني فقط محنة الآخرين .. ولا يجد في نفسه دافعاً يستوجب الوقفة لحظة ليشاطر أحداً في محنة أو ضائقة .. أو ينقذ غريقاً يصارع الموت بين أمواج الظروف . يقول : كنت أرى الأسقام والأوجاع والبكاء والمحن والعوز مرهون بالآخرين .. وليس لي شأن بأحد منهم ما دمت أنا سعيد .. أرى أحدهم يشتكي بضيق الحال أمام المصلين ويزرف الدموع .. فلا أبالي به كثيراً .. وأرى أطفالاً يمدون الأيدي في الطرقات طالبين الرحمة فلا أكترث بهم كثيراً .. وهناك في جواري من هم من اليتامى الذين يفقدون الحيلة .. ويفقدون الأبوين ويفترشون الأرض وقد أجبروا على الخروج من منازلهم التي كانت تأويهم ذات يوم .. فلا تأخذني ذلك كثيراً .. والجار عندي هو ذاك الذي أراه مصادفة في طريقي ثم أمضي لحالي دون أن أقول له شيئاً أو يقول لي شيئاً .. وفقط هو عندي جار لأن الوجه مألوف لدي .. إذا مرض أو عانى أو فقد عزيزاً لديه أو استقبل مولوداً جديداً أو رحل أو قدم فكل ذلك عندي من المهملات .. والأعياد عندي فقط مع نفسي ومع أهل بيتي .. ولم يحصل مرة أني شيعت جنازة لأحد .. ولم يحصل أني زرت مريضاً بداره أو في المشفى .. وبالمحصلة كنت أظن جاداً بأني لست في حاجة للآخرين . وفي ذات يوم وهو يوم التجربة المرة .. كانت الأقدار تجري لمقتضياتها .. كنت أقود سيارتي ومعي أهل بيتي وفيهم أبي وأمي .. وفي الحي الذي أقطن فيه شاءت الأقدار أن تتعرض سيارتي لحادثة سير مريعة .. فقدت فيها أبي في الحال ثم هناك جرحى من أهل بيتي .. فخرجت من بطن سيارتي بعد محاولات ومعاناة شديدة .. وقد تهشمت كلياً .. ثم وقفت بجوار السيارة وأنا أرفع صوتي أنادي واستنجد بشدة بالمساعدة في إخراج أهلي من داخل السيارة المهشمة وفيها الأحياء والأموات .. وقد أوشكت على الانفجار بفعل تسرب الوقود .. ولكن لدهشتي الشديدة لم يتحرك أحد لمساعدتي .. فكأن الجميع لا يعرفونني .. وبالرغم من أن الوجوه كلها كانت مألوفة عندي .. وهم سكان الحي الذي أقطن فيه .. كانوا يبتعدون عن الموقع ثم يختفون عن الأنظار .. وهناك علمت حقيقة موقفي .. فاجتهدت بنفسي في إخراج أهلي الأحياء والأموات من داخل السيارة التي أوشكت على الانفجار .. ثم تركت جثة أبي في الرصيف وأخذت أهلي من الأحياء وهم في حالة إغماء شديد إلى أقرب مستشفى .. وهناك أدخلتهم في قسم الإسعاف والعناية المركزة .. ثم رجعت لأتفقد جثة أبي فوجدت أهل مروءة يتكفلون بتغطية جسده بخرقة .. ثم يتصلون بالشرطة والإسعاف .. ولم اقتربت منهم عرفوني ثم عرفوا لمن تلك الجثة .. وفي الحال تفرقوا وتركوني لوحدي .. وبعد الإجراءات حملت الجثمان إلى المغسلة لوحدي .. ثم من هناك أخذتها إلى بيت من بيوت الله ليصلي عليها نفر من المسلين ولم يكن فيهم أحد من الجيران .. ولما رجعت إلى المستشفى لأهلي هناك كنت أقف لوحدي بالجوار .. لا قريب يواسيني ولا جار يقف معي . وفي تلك اللحظة عرفت بنفسي على حقيقتها لأول مرة .. ثم أخذت بعد ذلك مساراً غير مساري في الحياة مع الجيران و مع كل الناس وخاصة أولئك الذين هم في حاجة إلى المساندة والدعم . ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيســــــى محمـــــد أحمــــــد )
ناروتو البطل عضو ماسى
عدد المساهمات : 907 نقاط : 985 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/05/2012 الموقع : https://anme.123.st/profile?mode=editprofile