لم يكن بي ما اتباهى به ..
مظهري العادي ونظارتي الخائفة ولون عيني العشبي
كلها عادية جداً بل اكثر من عادية ..
كانت تحدث صديقتي وعيناه تتعدي تلك الصديقة وتناظري
في دعوة صريحـة لكل شيء
لبدء صداقة .. لعقد صفقة حب .. لرسم حياة ..
لحوار لا يشبه الحوارات ..
وقبل ان ترحل ابتسمت ..
واختفت ..
أخذت معي ابتسامتها العجيـبة التي لا اعرف كيف لي ان أفسرها
ولحقت بصديقتي .. وكل ما أملكة ابتسامة وتلك النظرة الصريحـة...
كنت حينها اود ان اسالها عن كل شيء عن تلك الفتاة ولكن حالى الغموض وروح الابتسامة اخذتني حتى من هذا الفضول الذي غمرني ..
كنت حينها بوعي ولست بوعي .. ملامحها برئية وقاسية عادية جدا بلون عينها الاسود ووجها الاسمر وجسدها النحيـل الممشوق . حتى وضعها للحجاب بتلك الطريقة جعلني اشك هل هو حجاب او وشاح وضعته كلمسة اخيـرة لكمل ديكورها في صورة ملائكيـة ..
تمنيت ا ن ياتي الغد سريعاً وان يرتب لى القدر فرصة اخرى في روية ذلك الوجة وتلك الملامح
ليليتها لم انم وانتظرت للغد وكلي شوق لل الشروق الشمس والصباح
بعد ايام كان يوماً التالي منهك . انهيت عملي فيه الساعة الثانية ظهراً وقررت تناول الغداء مع صديقتي " هالة " كعادتي ..نجلس سويا في ذلك المطعم الصغيـر .نتبادل احاديث عابرة .. وفجاءة ذكرت اسم نوار وشعرت مع هذا الاسم بان قلبي خفق بشده وسألتها وانا أحاول تصنع الهدوء : من هذه نوار .
فأجابتني : صديقتي بالجامعة ، سوف نذهب معا الى السوق لشراء الالوان وبعض الورق الخاص بالرسم . تلك الفتاة التي كنت اتحدث اليها ذلك اليوم ..ثم لوحت لي بكفها مودعة وقالت لي بانها ستراني
.
قررت حينها ا ن احب الرسم.. وان اجذب راس قلمي الرصاص الى رسم الملامح بدلا من رسم مستقيمات وانحناءات معمارية . وفعلا وجدتني استطيع ان ارسم افضل مما كنت اظن ..
فوجدت عيناها تومض في هذه الصفحة البيضاء بنفس الدعوة الصريحة التي نادتني بها اول مرة . شعرت بانني استطيع ان احيا الرسم وان احي ملامحها في هذه الصفحة الصماء وان اسمع صوتها وانني استطيع تخيله دون عناء ..
.....
كان الغد يحمـل لي في طياته مفاجاة ..وكانت هي .. نوار بذات البشرة السمراء الخالية من المساحيـق وتلك العيون البرئيـة التي تشبه عيون الاطفال احيانا والتي تمتزج بانوثة وشباب .. وذلك الشال الشفاف الذي يكشـف اكثر من ان يستر .
ومدت يداها لدعوة في مصافحتها . وانا من لم المس قط كف انثى ولو في مصافحة عابرة ، حتى كف صديقتي هالة التي كانت حبيبتي ونصفي الاخر .
لم افكر قط في لمس يديها ولم احاول ابداً في عناق كفين اوج لحظات العشق .
حتى هالة استغربت جداً حينما مددت كفي المرتجه لمصافحـة هذه الكف الصغيـرة
حينما شعرت ببرودة تسكنني وتسكن كفي وتفكيـري بدا ياخذني الى معالم احساسي بهذه الكف وهذه المصافحـة
هنا عرفتنا هالة على بعضنا البعض باسلوب درامي جميـل .. ووجدتني اشكر هالة من اعماقي ..
لم اعرف كيـف انتهى اليوم الا حينما قالت نوار بصوتها الدافئ : تأخر الوقت يجب ان اغادر الان.. لا اود ان اخلق مشكلة جديدة مع والدي .. وابتسمت لي وأردفت : سعدت جداً بمعرفتك .
وعادت لمصافحتي واعطت لهالة قبلة هوائيـة .. وانطلقت ..
لا ادرى لم شعرت
وبقينا انا وهالة والشرود يأخذني منها .. لاول مرة تغيب هالة من عالمي بهذه الصورة وهي بجانبي . ولاول مرة لا ارغب في البقاء معها .. فقلت لها : لنعود .. هيا لاوصلك الى المنزل ..
وفي طريقنا في العودة أخذت تسرد لي عن بعض إخبار صديقتها نوار . التي عرفتها مؤخراً والتي انتقلت الى جامعتها خلال هذا الفصل والتي تعيش وحيدة مع ابها . كانت تفاصيل بسيطة الا انني شعرت بانها تهمني كثيراً
وامام منزل هالة انتهى الحديث
---
مرت أكثر من أسبوعين لم ارى فيهما نوار ولم اعد افكر كثيراً في تفاصيل هذه الفتاة وكأنما امرها لم يكن سوى شئء عابر .. الا إنني خلالهما لم اعد ارغب بلقاء هالة . تلك الفتاة التي احببتها بشغف والتى تمنيت ان احظى بيوم واحد معها ومن بعدها تنتهي حياتي ،. كانت هالة رقيقة الطباع ، بيضاء الوجة بشعر قصير بخصلات شقراء ممزوجة باللون البني ، مسالمة الى حد بعيد , وهذا ما اعجبني فيها ،
كنت حينها في مقر عملـي احاول ان انهي ذلك التخطيط ، فوجدتها امامي لم ادري لما ارتبكت وشعرت بانني اتساقط والحروف تضيع وكعادتها مدت كفها الصغيـر الي وشعرت بان كفي لم ينتظر اذني وانطلق مهرولها الى ذلك العناق البرئ . قلت لها باستغراب : ماالخطب /
فاجابتني بتردد : لا ادري فقط وودت ان أراك .. متى سينتهي دوامك .
وكأنما حاصرتني من جميـع الجهات وانهمرت السماء بإمطارها بلا توقف , فققرت ان استاذن للنصف الساعة المتبقيـة .
وقبل ان تغادر باب مكتبي سألتها الي أين تودين الذهاب ,
بسرعة اشارت الى مطعم صغيـر بجانب مقر عملـي .
جلسنا متقابلين تفصلنا طاولة صغيـرة . كنت متعجب ، اتصبب عرقاً كعادتي ، وياكلني الخجل .. فاجاول ان احاربه بتعديل وضع نظارتي ، ضحكت ومدة يداها بحركة مفاجئة وسحبت نظارتي بسرعة
شعرت حينها وكأنني اقف عاريا في شارع عام ، فقلت لها بعتاب : لا نوار ..لا .. ووعدت لالبسها .
سالتني ببساطة / هل ما بعينك يسمى حور ... ؟
لحظتها تفاجئت لسؤالها وضحكت . قلت لها بل انحراف .بسبب ان العين اليسرى ( عين كسوله ) .
قالت وكأنها تتحدث الي شخص بعيد وكأنه ليس انا : جذبني جداً هذا الانحراف مع لون عيناك العشبيـة
قاطعتها بسؤال / لم اردتي رؤيتي. ؟
هزت كتفها وقالت : صدقني لا ادرى فقط اختفت كل الوجوة من مخليتي ولم تبقى سواك .. منذ يومين وانا احارب هذه الرغبة واخيرا ً سايرتها وها انا معك الان .
لا ادرى كيف بعد ذلك انخرطنا في حديث ممتع تطرقنا فيه الى كل شي حياتنا دراستنا طفولتنا مراهقتنا .
وتناولنا الغداء ايضاً الغداء ، وبعد ذلك قلت لها بانه يجب ان أعود الى عملي لأكمل التصميم ..
ودعتني بهدوء .. وانطلقت , وكأنها تعدوا .. بل وكأنها تهرب ..
عدت الى مكتبي وكل تفكيـري مرتبط بهذا اليوم المبهم الذي لم اعرف ما سر هذا اللقاء ..
لم اعلم لما قررت ان ارى هالة . هل هو تنائيب للضميـر ام لاعرف بعض التفاصيل واشباع هذا الفضول الذي يحتلني .
واتصلت بالفعل على هالة وشعرت بفرحة في صوتها . حينها شعرت بام غريب يحتنلي .. هل اصارحها بامر هذه المقابلة اخفي هذا الامر ..
وحددت موعي معها لليوم التالي ، لم اشعر بلهفة وانا اراها . سالتني حينها وفي صوتها وجع ، : سامي مالذي يحدث /
وكأنني صدمت وودت ان اعترف بانني لست سبباً في ذلك .. ولكني تريثت قليلا وسالتها مابك هالة ؟
اجابتني والدموع ترسم خطا فوق خدها : سامي اجدك تغيرت لم تعد سامي الذي اعرفه . وودت لو اخبرها عن امر نوار .. ولكني فضلت ان احتفظ بهذا الامر سراً في اعماقي .
وعادت لتسالني متى ستأتقدم لها ومتى سننهي هذا الامر ..
ولم اعلم بما اجيب .. فقط تعذرت لها بالعمل ووجود بعض المشاكل .
وانتهي اللقاء مابينا بعد ان طمأنتها بانني احبها وبان ما علينا سوى الصبر ..
عدت وانا اشعر بالحنين .. الى نوار .. الى ذلك الوجة البرئ .. والغير برئ .. ذلك الوجة الساكن والصاخب تلك الملامح العربية الملئيـة بسمرة حلوة وسواد مغري كسماء ملئتنها النجوم
مر الايام رتيبة .. ملئية بالملل.. حتى هالة شعرت بان الموت يرافقني كلما رافقتها ..
وفي صباح يوم باكر استقيظت على صوت جرس هاتفي المزعج .. وبصوت نائم اجبت
كان صوت نوار المفعم بالحيوية يتلو صباح الخيـر نغماً جميـلا كزقزقة العصافيـر وشعرت حينها بالنشاط يملئني ..
نوار هذا انت /
اجابتني بغنج / لا لست هي .. وضحكت ..
وبسرعة تابعت حديثها : اريد ان اراك سامي .. اشتقت اليك ..
وللمرة الثانية تصدمني بذات اللهجة الصادقة الغيـر صريحـة في ذات الوقت .
ووحددت الموعد . وبسرعة تحركن وقمت باخذ حمام ساخن واعددت وهئيت نفسي لموعد يشبه مواعيد الغرام ..
وما ان وصلت لذلك المكان الذي حددته نوار حتى صدمت لوجود هالة ايضاً وشعرت بان قصورا تهد وامال تخيب
ولقاء خاب امله في محبيه .
لم اعلم.. ما الذي يمكنني فعله . وجدتني كرهتها جداً . وبسرعة رمقتها بنظرة حانقة وهنا وجدت هالة تبتسم وهي وهي تسالني ما راي بهذه المفاجاة ..
قلت لها ببرود .. ما سببها .. قالت لي هالة .. مجرد اقتراح من نوار ..
كانت نوار تقف فوق الضحور المترامية على ذلك الشاطئ و تلك اللحظة تحمل ملامح ملائكيـة .
كانت نسمات الهواء تلعب وتحرك وشاحهها الشفاف والشمس تخترق فستانها الطويل وتكشف عن تفاصيل جسدها .. لم ادرك كم مضيت وانا اتامل هذا المنظر الذي شعرت معه باني لاول مرة بانتبهار حقيقي تجاه تفاصيل الانثى ..
وفي لحظة تنبهت ..الى نظراتها التي ضبطتني متلبساً بتأملها .. وكأنها شعرت بانني انظر اكثر مما يجب
وكأنما اردت ان اعاندها اكثر .. تعمت ان اغدق هالة بالحب وهي على مرى ومسمع بذلك ..
تقصدت ان اتغزل بها بنظراتي وهمساتي وحديثي وتجاهلتها كلياً تجاهلت نوار من اعماقي وشعرت بانني ارد لها الصاع صاعين ..
كانت نوار شبة مهملة من قبلنا . وكأنني ودت ان اعلمها بانها لن تجني الكثير من هذه الألاعيب ..
وفجاة رن هاتف هالة ..فتركتنا وابتعدت قليلاً عنا .. حينها ناظرتني نوار بنظرات غاضبة .. واقتربت مني وهمست في اذني . ( ليتني لم احبك) وتركتني وذهبت .
فكانت هول المفاجاة كبيرة علي .. لم اتوقع ان اجد تصريح كهذا من هذه الفتاة خصوصا بعد كل ما حدث ..
وغادرت المكان .. وتركتني بحيرتي ولم تمر ثوان حتى عادت هالة وهي تتسال عن سر ذهاب نوار ..
فعقدت حاجبي دون ان اتفوه بكلمة .
وصدى كلمة احبك مازال يتردد في اعماقي .. وهمسها وانفاسها مازالت قابعة بجانب اذني ..
كنت حينها في حيـرة .. ومضت الايام وصدى احبك يكبر ويسكن كل خلايا جسدي ..
شعرت حينها بحنين يملئني .. لنوار.. بشئ يشبه الحياة كلما تذكرها حتى انني لم افكر في وضع مقارنه مابينها وبين هالة .. بل وجدت صورة هالة تتنحى جانباً كلما تجلى خيال نوار وصوتها الوائق الدافئ . وهي تصارحني بحبها بطريقة مباشرة .
مرت الايام رتيبة باهتـة .. واصبت بوعكـة صحيـة قوية .. ارقدتني على السرير لاسبوع .. وتفاجئت باختي تفصح لي عن وجود زائـرة جديدة. ولم انتظر كثيراً حتى وجدت وجه نوار يطل علي بابتسامة حلوة كانت هي .. بجمالها البرئ .. بوشاحها الشفاف .. الذي أسرني منذ ان رايتها اول مرة
تعجبت لجرائتها بان تركت المقعد المجاور وتجاهلته وجلست فوق السرير بجانبي .. واخذت يدي وقبضت عليها بقوة
حينها شعرت بموجة كهربائيـة تسري وتنفضني كمن تنزع منه الروح .. وتزرع فيه روح اخرى ..
قالت لي : لم تحبني سامي .
قلت لها : انت لا تعطيني فرصة لافكر باي شيئ
سالتني وفي عيناها استنكار : وهل الحب قضية تحتاج تفكير ..
قلت لها : الا تشعرين يخيانة صديقتك المقربة .. انت لاتعرفين ما الذي سيحدث لهالة لو علمت بها الامر قد تموت ..
اجابتني : بل الخيانة ان تغمرها بحب زائف .. وبسرعة طبعت قبله على جيبني وتركتني في صدمة اخرى ..
وفي تلك اللحظة . دخل اخي الغرفة . وكادت ان تصطدم به . ولاول مرة يسقط منها ذلك الوشاج الشفاف
وسقطت خصلة فوق جبينها في حياء ..وخجـل .. كن شعرها يروى قصيدة وحكاية
وشعرت في تلك اللحظة بارتباك واضح يملئلها .. واعادت الوشاح اليها ونظرت الى اخي واعتذرت اليه ..فكرر هو اعتذاره ايضاً .
وبسرعة استاذنت ورحلت مسرعة ..
لم انوقع ما رايته . ولم اصدق وانا اجد اخـي يلحق بنظراته خطوات فتاتي ..
واتجه الي بسرعة وسالني من هذه الفتاة / وبدا يسالني في التفاصيل اجبته بانها صديقة جديدة لصديقتي هالة .
وبانها مجرد صديقة لنا .. وجدته منبهرا بها غائباً في احلام تحمل خصلات شعرها ووجهها وملامحها الخجلى ..
لم تمر ايام حتى صارحني اخي, بانه معجب بتلك الفتاة وانه يود ان يراها مرة اخرى
وبرغم محاولاتي في تشويه صورة هذه الفتاة امام اخي .. ومحاولاتي في التتهرب من لقائمها الا انني لم استطيع في الاخيـر الا ان ارضح واستسلم له .. ورتتبت موعد يجمعنا نحن الاربعة واختي ..
لم ادرك ..كيف استطعت ان افعل ذلك .. ولكن كان اخي ينتهز كل فرصة ليبث اعجابه بنوار بكل لباقة وصدق .
ولكنها ققرت الرحيل باكراً واكملنا يومنا في الحديث عنها وعن اعجاب اخي بها
الذي قرر ان يحوز على قلبها باي طريقة ..
جينها شعرت بقبضة تعصر قلبي .. بالم يصفعني بقوة . وخناجر اسددها الى قلبي من صنيع يدي ..
لم اعلم مالذي يمكنني فعله .. سوى الهروب .. من كل هذا باستعجال خطبتي من هالة التي شعرت بان امر حبها فرض وواجب يحب ان اكمل خطواتي في هذا الطريق الى النهاية التي نتوجها بالزواج ..
وفي يوم الخطوبة .. شعرت بالاختناق ..حتى الموت .حينها تأكدت بانني احب نوار حباً جما ..
حاصرتي نظراتها . كنت الوحيد الذي اعلم بانها تبكي .. وكنت الوحيد الذي ارا دموعها .. لم ادرى كيف انتهت الحفلة ..
الا انني شعرت بالارتياح .. بعد انتهاءها ..
وقبل ان اعفو رن هاتفي .. توقعت بانها هالة تود ان تنهى حديتها وان تشرح لي مدى سعادتها ولكن تفاجئت بان وجدت رقم نوار فوجدتني احتضن السماعة وارد عليها بصوت اقرب للبكاء ..
قلت لها آآه ولم اقوى على الحديث بعدها ..
كنت كمن انتحر ومازلت روحة تشهد انتحاره ..
سمعت صوتها يبكي’ ويهتف / لقد اذيت ثلاثة ارواح يا سامي ..
روحي وروحك وروح هالة ..
ان هالة تعلم بانك بعيد عنها .. روت لي عن هذا الامر ..صارحتني عن وجعها ..
لم اقوى على الحديث وانا انصت له الحقيقة التي كنت ادركها ولكني تجاهلتها
اغلقت هاتفي .. ولم اقوى على النوم
ومن بعد اعلان خطبتي على هالة اصبحنا دائمين الشجار .. نصطاد اخطائنا ونحاول ان تلقى اللوم على الاخر ..
كنت بعيداً حينها عن نوار .. الا ان كانت برفقه هالة .. عادت لتحلتني اكثر
بعد ايام سمعت اختي وهي تتحدث الي اخي واسم نوار يتكرر بكثرة .. شعرت بالانقباض يملئـي وباني انفاسي لم تعد تستيطع ان تكمل عميلة الزفيـر ..
علمت يحينها بان اخي الاكبر يعزم على الزواج من نوار ..
بكيت حينها بشده .. وانطلقت الي منزلها . وجدتها في حديقة المنزل تجلس فوق كرسي تتامل الفراغ... وهي تمسك بكتاب لم تتصفحـه .. ناديتها .. فكأنما اتشلتها من خيال الى حقيقة
لم اعلم كيف اتجهت الي بتلك السرعة وارتمت على صدري وبكت ..
بكل دموعها بصمت .
وجسدها الصعيـر يترجف من فرط الوجع ..
قالت لي.. سامي انا احبك.. واشعر بانك تحبني ..
شعرت بذلك منذ اول مرة رايتك فيها ..
قلت لها / اتعلمين بان اخي يود الزواج بك ..ارجوك ان ترفضـي .. ارجوك يا نوار
وكأنما صفعتها بهذه الكلمات . فسالتني بدموعها . هل تظن بانني ساوافق ..
هل حضرت لتقول لي هذا الامر وترحـل ..
لم اعلم بما اجيب تركتني حينها ودخلت الى منزلها ..
وعدت الى المنزل بعد منتصف الليل .. لاجد ذات الحوار يشغره ذكر نوار ..
لم اسال عن اي امر وفي اليوم التالي علمت بان اخي قد فاتح الامر لنوار وبانها واقفت ..
صعقت .. وشعرت بروحي تزهق ..
نوار ومراد . مستحيـل ..
والكارثة االكبرى ان اخي سيعيش في هذا المنزل بعد زواجه ...
كانت الفكرة صعبة جداً.. مريرة كالعلقم ..وبسرعة انطلقت الي غرفتي وطلبتها هاتفياً
صرخت بدون مقدمات كيف يمكنك كان تتزوجي من رجل لا تحبيـه ..
اجابتني موجوع .. لم يتبقى لي سوى رجالا لا احبهم.. فلم احب سواك انت وابي ..
لعل من الجميل ان اعيش بجانبك بطريقة اخرى ..
قلت لها وانا احاول ان اكتم هذا الالم الذي يغمرني والذي يمتزج بغضبي الشديد ..
نوار ان تقحمين نفسك في عذاب لن ينتهي .. ارجوك لا توافقي وارفضي الامر ..
تعجبت .. حينما قالت لي / لكن بشرط ..ان تنهي علاقتك بهالة ايضاً .
لم ادرك لما وجدتني اعدها بانني سانتهي علاقتي بهالة ..
وبالفعل .. بعد اسبوع .. صارحت هالة بهذا الامر وتلقت هذا الخبر كصاعقة ..
وكنت في انتظار ان اسمع مثيل هذا الخبر تجاه اخي ..
الاانني وجدته يعلمني بقرب موعد الزفاف ..
حاولت جاهداً ان اجد فرصة لأتحدث اليها الى نوار ولكنها لم تدع لي فرصة ولم تجعل لي وسيلة في الوصول اليها
وقبل ايام ..من موعد الزفاف .. وصلتني رسالة بكلمة واحدة فقط ( جبان )
..لذا قررت حينها الهرب مسافراً الي حيث انسـى كم كنت جبان .. واحمق ..