بسم الله الرحمن الرحيم
اللـوم بمقـدار المـلام ؟..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
يعجز المرء عن الخطوات ويتوقف عن الركب .. إذا أراد الخطوات بمصداقية أهل الإيمان .. أو إذا رغب مسايرة الحياة بنهج الأصول .. متخذاً النهج بقواعد الإعراب بحيث يرفع الفاعل وينصب المفعول .. ويرى الصحيح في إخلاص يصدق النوايا وينقي السرائـر .. وذاك هو الجدل الذي يعمى بصيرة هذا العصر .. فإكمال الجملة في هذا العصر يعني الالتزام بشرف اللسان .. وذاك محك قد يورد الهلاك في عصر يمارس النفاق .. وكل لبيب في هذا العصر يراوغ ويجتهد حتى لا يحبس نفسه بقيود الالتزام .. فالعبارات أصبحت فضفاضة مطاطة تقبل التأويل والتحايل بقدر الإمكان .. وتقبل التنصل عند اللزوم .. وتلك هي لغة العصر والذي لا يجيدها عليه أن يتنحى ويلتزم الجدار .. وتلك ممارسات كانت شائعة في بداياتها بين الدول حيث أن أساس المنهج مولود من أرحام السياسة والسياسيين .. ولكن مع الزمن انتقل داء النفاق في المعاملات من الدول إلى البشر .. وبأسلوب أكثر مكراً ودهاءً .. وفن التعامل بين الأفراد في هذا العصر يعني الشطارة والمهارة مبتعداً عن الجوانب الأصولية أو الأخلاقية كلما أمكن .. ودرجة الحاجة للآخرين تحدد مقدار التمثيل والتحايل المطلوب .. فالبداية خطوة تبدأ بمبادرة سلام مقرونة بعلامات اشتياق وحنان .. ثم إبداء الرغبة في فتح صفحة مستقبلة تبشر بالخيرات .. وقد يخاطر بتقديم ولائم لزوم التمهيد .. وتلك مراسيم كلها شكلية للوصول إلى نقطة المرام .. ولا يخفى على احد في النهاية أن المرام والهدف هو المصلحة الذاتية .. والهدف قد يكون مبرراً في حد ذاته .. ولكن الوسيلة لماذا لا تكون إلا بالمداهنة والتدليس والتملق .. بحيث إذا انتفت المصلحة تطفو حقائق النفوس بقدر مكشوف ممجوج .. والعجيب أن تلك الأسواق بأهلها فالذي يراوغ يدري ويراوغ والذي يتملقه الآخرون يدري بهم ثم يجاري الأسواق .. واللوم المقدم في عرفهم هو اللوم الموازي لمقدار المنفعة .. ومقدم الطلب في العطاء يجتهد في تقديم العزاء لصاحب المشروع حتى يرسوا باسمه العطاء .. ثم إذا انتفت مشاريع المنافع ونال كل حصته انقطعت الصلات حتى لقاء آخر في عطاء جديد .. أو تنتهي بتلك النهاية .. وبعد ذلك فلا احد يبكي مع احد أو يعزي أو يجامل .. حتى ولو أبيدت العائلة كلها .. لأن المعاملة ليست مقرونة بنوايا صادقة طيبة توثق صلات بينية دائمة بقدر اقترانها بالريع والمحصلة الآنية .. ويرى البعض أن العصر هو عصر الماديات البحتة التي لا تتعامل بعملات العواطف .. بل هي معاملات تخرج من مفهومها الشرقي الأخلاقي وتدخل في نهج الغرب الرأسمالي .. حيث ناطحات السحاب وأصحابها بموازين الجبال الشامخات .. بجانب سكان الأنفاق والشوارع بموازين العهن المنفوش .. والكل في ساحته يلوم ويعتب بمعيار الكم الموازي للمقدار .. والكيف المبدل للأحوال .. مغايراً لذلك المفترض لدينا في الشرق بمقدار السلام عليكم وكيف حالكم ؟؟ .. وكيف أحوالكم !! وكيف أصبحتم ؟؟ .. وكيف أمسيتم ؟؟ . وحتى تلك المصطلحات أصبحت لدى البعض في اللسان أكثر منها في القلب !! .