إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا
والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله
كأنما رق لي فاعتل اشفاقا.
والروض عن مائه الفضي مبتسم
كما حللت عن اللبات أطواقا
نلهو بما يستميل العين من زهر
جال الندى فيه حتى مال أعناقا
كأن أعينه إذ عاينت أرقي
بكت لما بي فجال الدمع رقراقا
ورد تألق في ضاحي منابته
فازداد منه الضحى في العين اشراقا
سرى ينافحه نيلوفر عبق
وسنان نبه منه الصبح أحداقا
كل يهيج لنا ذكرى تشوقنا
إليك، لم يعد عنها الصدر أن ضاقا
لاسكن الله قلبا عق ذكركم
فلم يطر بجناح الشوق خفاقا
لو شاء حملي نسيم الريح حين سرى
وافاكمُ بفتى أضناه مالاقى
يوم كأيام لذات لنا انصرمت
بتنا لها حين نام الدهر سراقا
لو كان وفى المنى في جمعنا بكمُ
لكان من أكرم الأيام أخلاقا
ياعلقي الأخطر الأسنى الحبيب إلى
نفسي إذا مااقتنى الأحباب أعلاقا
كان التجاري بمحض الود مذ زمن
ميدان أنس جرينا فيه أطلاقا
فالآن أحمد ماكنا لعهدكمُ
سلوتمُ وبقينا نحن عشاقا
....ابن زيدون....
وعن ابن زيدون:
ولد الشاعر "أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي"
سنة (394هـ/1003م) بالرصافة من ضواحي قرطبة، وهي الضاحية التي أنشأها "عبد الرحمن الداخل" بقرطبة، واتخذها متنزهًا له ومقرًا لحكمه،
ونقل إليها النباتات والأشجار النادرة، وشق فيها الجداول البديعة حتى صارت مضرب الأمثال في الروعة والجمال، وتغنّى بها الكثير من الشعراء.
برع "ابن زيدون" في الشعر كما برع في فنون النثر، حتى صار من أبرز شعراء الأندلس المبدعين وأجملهم شعرًا وأدقهم وصفًا وأصفاهم خيالا،
وقد برز ابن زيدون فى شعر الوصف كما يظهر فى القصيدة التى معنا
ومما اشتهر به ايضا حبه لولادة بنت المستكفى وقوله الشعر فيها وكانت تبادله نفس الحب وكانت هى السبب فى تعاسته بعد انقلابها عليه فى القصة المشهورة عنهما.
كما تميزت كتاباته النثرية بالجودة والبلاغة، وتعد رسائله من عيون الأدب العربي.
منقول مع بعض الزيادات