يوم في حياته
تستمر في ملاحقته حتى تكاد تلاحقه بجنونها العمر كله
وفي يأس يحدث نفسه إلى متى ستظل ملتصقة به كغراء لا جدوى من الإنفكاك منه
آآه فقط إن ماتت هي أو مات هو
يا ليته يعيش بسلام بدونها ولو لبضعة أيام
حتى عندما يغيب تستمر بملاحقته بتليفوناتها فطلباتها سيلٌ لا ينتهي
و حتى لو طلقها فإنها ستظل تشده بحبل متين لا ينقطع .. أولاده..!
إن فرط فيها فكيف يمكن أن يفرط فيهم...
يطرد تلك الأفكار التي تدور فيرأسه وهو يقود سيارته
وهو راجع إلي بيته من عمله وليس له مفر من ذلك
فليس له ملجأ آخر ..ويا لها من حقيقة
لو يستطيع أن يسافر بعيداً عنها إلى مكان آخر !!
حتى هذه لا يستطيعها
سوف ترسل ورائه جحيماً من نارلسانها
سوف تحدث الجيران عن أنانيته المفرطة وعدم لامبالاته بها
ولن تقصر أن تشكو للأحباب والأصحاب أيضاً
يبدو أنه حكم عليه بالمؤبد حين تزوجها
يخطو خطواته الأولى في البيت فيرتفع ضجيج أولاده مرحبا
وهو متعب ولا يحتمل حتى ترحيبهم به
يحتاج إلى بعض الطعام قبل أن يأخذ قيلولة من نهار عمل متعب
ها هو يتناوله ..حتى وهو يتناوله فإن إسطوانة الكلام عندها
لا تنطفئ ..تحدثه عن زيارتها لجارتها وما أشترى لها زوجها من أثاث وأشياء و......
ما له هو وكل هذا لكنه يرغم نفسه على مجاملتها بإبتسامة لطيفة ليتظاهر بأنه
يمدحها على هذا الحديث الجميل الممتع وفي الحقيقة إن كل ما تفعله هو إزعاجه
يحاول الهرب من مطارق صوتها فيرحل إلى غرفته بعد أن يكون أوصاهم
بعدم الضجيج والصخب والفوضى
لا تكاد تمر نصف ساعة حتى يبدأ صوت صراخ أبنته الصغيرة
يرتفع في أرجاء المنزل فيعلو مولولا دون رحمة بحبالها الصوتية
التي يكاد يصيبها عطب ما من علو صراخها
يضع وسادة فوق رأسه لعل هذا لا يطول كثيرا
لكن صراخ الطفلة يحمل معه العدوى إلى شقيقها الآخر فيرتفع
صراخهما في معزوفة على درجة عالية من الحدة
وكأنهما يتباريان من صوته أعلى مِن منْ
يرمي وسادته من على رأسه غاضباً
ويخرج حانقاً من غرفته ساباً وشاتماً بينما تبتسم هي بدونما إكتراث يذكر ..
وتكتفي بان تخبره إن صراخهما كان بالرغم عنها فقد أعيتها الحيلة مع تلك الطفلة المدللة..!
تهدئ من روعه قليلا إذ ترى الشرريتطاير من عينيه
تم تأتيه بكوب من العصير يحب شربه أثناء فترة العصر
لا يلبث أن يهدأ ...لكن لا يمضي وقت طويل حتى تمطره بسيل من طلباتها
وليس له الانصياع بعد قليل من التذمر ....حين أحضر لها كل شئ
كانت مستعدة للمغادرة إلى بيت الست حماته وعليه أن يوصلها
فهي تشتاق إلى أمها مرتين أسبوعياًعلى الأقل
آه لو كان بيت حماته أقرب قليلا لوفر على نفسه بعض من عناء المشوار
حين حل المساء كان قد ركن سيارته بعد نهار مجهد
وها هو يشكو ويتململ من هذه الحال..ولكن صبراً ..
لعله يحظى بأمسية لطيفة معها فينسى مشقة النهار
لعله يخرج من جحيم الواقع
إلى دنياالأحلام الوردية ...تلك الأحلام التي كان يحلم بدوامها قبل الزواج
لكن تلك الصغيرة لا تكف عن الصراخ وتصر أن لا تنام إلا وسط أبيها وأمها
لتطرد حلماً آخر من أحلامه فتنام زوجته حتى قبل الصبية الصغيرة
يبقى هومتيقظا يهدهد إبنته الصغيرة حتى تغفو
ويحدثنفسه تباً للنساء..! يردن من الرجل أن يكون زوجاً وصديقاً وسنداً وحبيباً
ويعجزنأن يكن ما يطلبه منهن الرجل
نديمة القلبوحبيبته التي تسكن إليها روحه وتستقر عندها نفسه وأنفاسه
كانت تلهث ورائه حتى إذا حصلت عليه تركته شيئاً مهملاً
وكأنما ينتهي كل شئ بزواجها فقد انتهت عندها أحلامها النهاية السعيدة
بينماكان يمني نفسه أن حلمه السعيد قد بدأ للتو
ويبدو أن حياته كلها أحلام
أحلام ليس لها في الواقع مكان
إذ تتركه رفيقة عمره فتنام
فيغفوويحلم
يحلم أن تعود الأيام
فلا يكون ما كان
أوان يعيش في جنة
تختفي فيها زوجته ويحل محلها حورية من الحسان
جمانة