عندما تبكي الرّوحْ
لا تشكي ، لا تنوحْ
تكتم أديم البوحْ
تطلق دمعة التّرحْ
تصلّي في مخدع الشّوقْ
تتامّل جمال الانعتاقْ
مقيّدة هي ، بقيود الأرقْ
لكنّها حرّة حرّة ، كما الشّفقْ
عندما تبكي الرّوحْ
لا تشكي ، لا تنوحْ
بل تستدعي الفرحْ
يقدّس الذّات ، يبلسم الجراحْ
هي الرّوح الهائمة
لسّاكنة الحالمة
بموطن الجمال سارحة
في معبد الحبّ ساجدة
أيّ جسد فانٍ يسجنها
أيّ زمان ، أيّ مكانٍ يحدّها
لا جسد يقوى على رهنها
لا زمان لا مكان يأسرها
هي روحيَ الهائمة في سمائكَ
مطبوع على حريرها وجهكَ
هي روحي الملتحمة بكيانكَ
كيان الحبّ المولود في مقلتيكَ
هي روحك السّاكنة في قلبي
عرشك الخالد ، مجدك الأبدي
هي روحك المسافرة في عالمي
ألامسها ، أحتضنها في أعماقي
في هجعة اللّيل نهرب معاً
من عالم الفناء ننعتق ، تمرّداً
ونغرق في فضاء الحرّيّة ، تيهاً
تسامرني وأسامرك حبّاً
لغتنا ، صمت بليغ يتحدّى الكلامْ
طعامنا ، مناجاة تبعث رقيّ الهيامْ
شرابنا ، خمور اعتصرتها الكرومْ
ملاذنا العشق الخالد ، موطن الأحلامْ
سنرحل يوماً إلى حرم الخلودْ
وهناك .. زمن الفرح الموعودْ
لا يظلّله ليل ، لا ترهقه قيودْ
بل أنا وأنت ، واحد ينعم بسرّ الوجودْ.