طوبى لك يا هواءُ ،
ترحل إليهِ
.وتبيت عندهُ
طوبى لك، تداعب الوجنتينِ
وسحر الأجفان تلامسُ
طوبى لك يا شمسُ
تدللين بنوركِ
صباحهُ ...
وأرجوان الغروبِ
دمعه يمسحُ .
طوبى لك يا بحرُ،
بعمق نظراتهِ
تتملّى...وتثملُ
طوبى لك يا ترابُ
تلامس وقع أثارهِ ،
والصمت تخطُّ في ثنايا الامواجِ
وآلاف القصائد تكتبُ
في الأعماق الزّرقاءِ
طوبى لكمُ ...
أنتم الساّكنون في جوار الحبيبِ
تتلون اسمهُ
أنشودة الحبِّ
في الصّباح والمساءِ
تسامرونهُ ...
تسلّمون عليهِ ،
تقبّلونهُ
طوبى لكمُ ...
تستقون من سحر عينيهِ
يقتلني الشّوق...يحرقني
يطرحني عليلهْ،
على فراش الأشواق ، أتألّمُ
إلى عناق الحبيب الروحْ
اتلهفُ ...
وأتوقُ ،
لرؤية صوته العذبِ ،
لسماع تغريد الطّيورِ من ثغرهِ .
ظمأت انفاسي
لعطره البخور ، يضمّخ كياني
كما تشتاق السّفوحُ
إلى مجاري المياهْ
وتتلهّفُ الرّبوعُ
إلى أريج الرّيحانْ
كما يطوق الطّير إلى الربيعِ
ويتحرّق الأرز للقاء نيسانِ
هكذا نفسي اليه تشتاقُ
وتتحرّقُ
في ظلام الأيامِ
لضياء سراجهِ
منذ ألف عامٍ...
لا بل منذ البدءِ
كنّا...في طيّات الأزمانِ،
نسكنُ
وحبّا نبحثُ ،
عن أحلام الروحِ
في قصائد الكمالِ.
وبعد ألف عامٍ...
لا بل الى الابدِ ، نخلدُ
في سرّ قدس الاقداسِ
منذ ألف عامٍ...
لا بل منذ البدءِ،
همست لي روحهُ :
"هات يدك تغرقُ
في حنان يدي
واحرقي سماء روحي
بانوار المحبة ...
اروني من خمركِ
وخوابيّ العتيقة
جدّدي ..."
وبعد ألف عامٍ
لا بل الى الابدِ،
أهمس لهُ ،
مع الألم المنسابِ
في خلايا الجسدِ :
"حبيبي لي وأنا لهُ"
فما همّ جسد يمرضُ
أم ألم في الكيان ، يتوغّلُ
وإنّما سقم الجسد إلى زوالِ
وخلود الروح ، إلى الأبدِ .
ما أحبّ مساكنك يا الحبيبُ
ما أطيب ملح عبراتكَ
أتذوقها...كأنها الشّهدُ
وعلى وجهي أمرّغها
كأنّها الدّفءُ
...ويعتصرُ القلبُ
يتلوّع ...يضطربُ
يهلّ عليّ بهاؤكَ
إلى الأعالي يرفعني
وفي حضن السماء يزرعني
ما أحبّ مساكنك يا الحبيبُ
عبق السماء أريجها
أنغام الخلود ، ألحانها
أشتهي يا الحبيبُ
أن أرقد أبدا
في حنايا روحكَ
في ظلّ جنانكَ
اشتهي ...
أن اضيعَ
في قصرك الأزليّ
غداً ، عندما نزور السماءَ
يا حبيبي ...
غداً ، عندما تخطف روحينا
عربة من نارِ ،
غداً ، عندما تذوب اجسادنا
في بحر النّور السّرمدي
وتسطع في خدر السّماء بهاءا
غداً ، يا حبيبي ...
عندما نزور السماءَ
سننثر حبّنا، على العالم ، ورودا